
ثلاثة ايام سعيدة
في هذا العام، وفي عيد الأضحى المبارك، حل صندوق “التضامن – سوليدارنوست” في بيوت الناس الأكثر حاجة وحرمانا. مئات الاسر الفقيرة في داغستان، تتارستان، بشكيريا، قبردينو-بلقاريا، الشيشان انغوشيا استطاعوا ان يحتفلوا بعيد الأضحى المبارك.
جمع طاقم الصندوق “التضامن – سوليدارنوست” الصدقات طيلة شهر كامل، حتى يتسنى للكثير من الفقراء في هذه الثلاثة ايام المباركة ليس فقط الاستمتاع بمذاق اللحم المطهي، ولكن أيضا الشعور بأنهم ليسوا وحدهم.
داغستان
تعيش مرجانة مع أبنائها الاثنين وحفيدها في عربة مقطورة صغيرة، والتي، في الحقيقة، لا تتسع لان يتحرك بداخلها شخص واحد. تدعونا مرجانة إلى المائدة – وهي عبارة عن صينية صغيرة على الارض، وبها عدة فناجين من الشاي ووعاء فيه سكر. في يوم العيد هذا، لم يكن لديها ما تقدمه لضيوفها.
تعمل مرجانة منظفة في إحدى المستشفيات. ودخلها الشهري 4000 روبل اي ما يعادل 130$ دولار امريكي. من الواضح ان هذه النقود لا تكفي حتى لشراء الطعام – وتراكمت ديون كبيرة على الاسرة. مرجانة لا تذكر حتى آخر مرة أكل الأطفال فيها اللحم. نحن سعداء ان نلتقي في هذا العيد المبارك مع هذه الاسرة…
في داغستان هطل مطر غزير في يوم عيد الأضحى. في محج قلعة (مختشكالا) والمدن الأخرى، تحولت الساحات المحيطة بالمساجد في الايام الثلاثة الاولى، وهي ايام العيد، الى سوق. الخراف والعجول والماعز في الحظائر – حيث يمكن اختيار اضحية حية حسب الرغبة لجميع الاذواق.
بعد انتهاء الصلاة، عندما توجه المصلون إلى بيوتهم للاحتفال بالعيد مع أسرهم، أسرع متطوعو الصندوق “التضامن – سوليدارنوست” إلى قرية شامخال، ليساعدوا في توزيع لحم الاضاحي على رعايا الصندوق. في هذا العام كانت لحمة الاضاحي معدة لتغطي 500 أسرة، ولهذا، تطلب الأمر عددا اكبر من المتطوعين. عشرات من مساعدي الصندوق قاموا بتعبئة اللحم في اكياس، ونقلوه الى مدن مختلفة في الجمهورية: الى مختشكلا (محج قلعة) وبويناكسك وخاسافيورت وكاسبيسك وكيزيليورت وسولاك حتى يقدموا للاسر المحتاجة جزءا بسيطا من الدفء والعناية.
“أكثر شيء يسعدني هو العدد الكبير من المتطوعين الراغبين في المساعدة، – يقر بذلك مدير فرع الصندوق “التضامن – سوليدارنوست” في داغستان تيمور غادجي جاراييف. كان هناك اناس ممن حضر إلى الصندوق بطريق الصدفة وبقوا طيلة اليوم. ارى في الناس حاجة ورغبة كبيرة ان يقدموا خيرا في سبيل الله وهذا يسعدني جدا.
أمينة محميدوفا هي أيضا تعيش في مقطورة. هذه العربة افسح بقليل من سابقتها، ولكن يعيش هنا 6 اشخاص – امينة وابنائها. الابن الأصغر أمير خان، ذو العامين، يعاني الآن من مرض خطير. تحصل العائلة على مساعدات اجتماعية بقيمة 4800 روبل في الشهر، اي ما يعادل 160$ دولار امريكي. تدفع منها 1500 روبل – 50$ دولار – اجرة سكن. شكرتنا أمينة على لحم الأضاحي. ونحن نسير…. الى المقطورة التالية. حيث تعيش ام مع ابنائها. لدى ديانا ثلاثة صغار – اعمارهم 2 -3-4 اعوام. ديانا لا تعمل (لا يوجد من تجعل الأبناء في عهدته) ولا تحصل على اية مساعدات. الاسرة تعيش فقط على نفقة اهل الخير من الناس.
“في داغستان العديد من الاسر التي تعيش في مثل هذه الظروف اللا انسانية، يقول تيمور غادجي جاراييف، – نحن طبعا، علينا أن نعمل كل ما بوسعنا من اجل مساعدتهم”.
“أنا سعيد جدا أني استطعت ان اقضي العيد في مثل هذا العمل الطيب. واتمنى ان أساعد الناس في المستقبل – يقول المتطوع في الصندوق “التضامن – سوليدارنوست” عبد المالك، الذي عاد الى بيته في هذا اليوم فقط في الليل. – هذا عمل عظيم. الحمد لله اننا استطعنا مساعدة هذا العدد من الاسر”.
تتارستان
إذا كان الشباب من وزع اللحمة في داغستان، ففي قازان كان طاقمنا من المتطوعين من النساء. ممكن لهذا السبب كان توزيع اللحم في اجواء خاصة من الدفء والعناية.
تم توزيع لحم الأضاحي في تتارستان في خيمة مسجد “المرجاني”. بدأ الناس بالحضور إليه بشكل هادئ، وكان من بين القادمين الكثير من كبار السن، والأمهات من المطلقات والارامل.
زيتونة زاريبوفا أصبحت مسنة. متقاعدة وحيدة، عندما تسلمت طردا من اللحم بالكاد ان حبست دموعها. “شكرا لكم على عطفكم. سأدعو الله سبحانه وتعالى ليحفظ فيكم هذه الخصلة الطيبة”، تقول العجوز لمتطوعنا.
الكثير من الحاضرين قاموا بالدعاء مباشرة لمن اطعموهم هذا الخير في هذه الايام المباركة.
“أنا لم أمارس أبدا العمل الخيري، – تعترف بذلك الفتاة بنت الـ 24 عام ايغول، – بالنسبة لي هذه اول تجربة اتعرف بها الى الناس المحتاجين. انا سعيدة جدا اني استطعت المشاركة في حملة الصندوق. وانا مرتاحة جدا انه في عملنا هذا شاركن الفتيات اللاتي لديهن اسر. هذا طبعا يعني، انهن استطعن ايجاد الوقت لمساعدة الاخرين.
في الأيام القريبة سيقوم طاقم الصندوق بزيارة الى السكان المحتاجين في مدن تتارستان – مدينتي زاينسك و نيجني كامسك.
في هذا العام تمكن الصندوق من إطعام 1000 اسرة. الاموال التي حولت لصالح الاضاحي، لم تجلب اللحم فقط إلى موائد طعام المحتاجين، ولكن جلبت أيضا إلى هذه البيوت عطفنا وحناننا. ، ولكن لن يتوقف عمل الصندوق عند هذا الحد، سيقوم متطوعو الصندوق بإيصال هداياكم الى الذين لم يتمكنوا من الحصول عليها، ونحن نأمل ان عنايتنا ورعايتنا ستدفع عن هؤلاء الناس الهموم والاعباء التي تثقل بهم.
عيد الاضحى في داغستان
عيد الاضحى المبارك في تتارستان