
قلب رحب – ومائدة طعام جاهزة!
في خلال أيام عيد الأضحى المبارك قام طاقم صندوق التضامن في مدينة كاباردينو –بلقاريا بزيارة لأكثر السكان فقرا وحاجة، لكي يهدونهم حناننا ويقضون معهم عيد الأضحى المبارك.
“الله سبحانه وتعالى أمرنا بمساعدة الفقراء والمحتاجين، وخصوصا في الاعياد المباركة، حتى يستطيعوا هم ايضا الاحتفال بالعيد مع غيرهم من الناس، ويحضروا الطعام ويحصلون على الهدايا”، – تشرح المتطوعة في الصندوق “التضامن – سوليدارنويت” في مدينة نالتشيك اليزا بيجيدوفا لابنتها الصغيرة صابرينا. صابرينا التي خرجت للتو مع امها من المسجد بعد صلاة العيد، تبتسم وتنود برأسها في اشارة انها فهمت ما قالته الوالدة.
الطقس في الخارج أصبح باردا بعض الشيء، ولكنه بنكهة العيد مشمس وساطع. مباشرة بعد الصلاة راح طاقم صندوق “التضامن – سوليدارنوست” في مدينة كاباردينو-بلقاريا يُعد الهدايا لرعايانا – طرد غذائي من لحم الاضاحي.
بينما كان المتطوعون يعبئون الاكياس ويشحنون اكياس الاضاحي الى السيارة، قامت منسقة الصندوق في كاباردينو–بلكاريا ألينا ديلاييفا برسم خطة لسيرهم. علينا تسليم الطرود كلها الى مستحقيها من اجل ان يتمكن الفقراء من الاحتفال بالعيد، تقول الينا.
اهدِ السعادة للفقراء
انه لمن المحزن جدا، أن هناك الكثير من الأسر في الجمهورية، التي نادرا ما تشاهد اللحم على الطاولة، ان لم يكن فقط في الاعياد المباركة.
ريتا الاتشييفا تعمل طاهيا، ولكنها تحصل على اجر يسير، حتى انها في بعض الأحيان لا تستطيع إطعام أطفالها. وهم عندها ستة، أربعة منهم لا يزالون في المدرسة.
عند عتبة بيت الاتشييفا يستقبلنا مجموعة من الأطفال. يلعب الصغار هنا ببالونات الاعياد – الأطفال الأكبر سنا يراقبون بحذر – ماذا احضر الزوار مهم. ونحن في مشهد رسمي نسلمهم طرودا غذائية من لحم الاضاحي.
“شكرا على مساعدتكم لنا. عيد جميل قدمتموه للأطفال”، – تبتسم ريتا معبرة عن شكرها.
منذ زمن قريب قتل زوج ابنتها البكر، فعادت مع ثلاثة من الابناء الى بيت اهلها. والآن يعيش عشرة أشخاص في غرفتين صغيرتين…
وكيف تعيل مثل هذه الاسرة الكبيرة؟
“اللحم لم يكفي أبدا للجميع، – تقر بذلك ريتا. – ولكننا بفضل هذه الهدية نستطيع ان نعد عشاء العيد!”
يمسك الأولاد بنا من أيدينا ويطلبون منا البقاء عندهم واللعب معهم، ولكن تنتظرنا في المدينة الكثير من الاسر الفقيرة.
“يعمل صندوق “التضامن – سوليدارنوست” في مدينة كاباردينو–بلكاريا منذ ثلاث سنين، واستطعنا في هذه الفترة ان نعلم الكثير من الناس الفقراء الاحتفال بالأعياد الإسلامية. وبدأ يظهر اهتمام جديد لدى الناس. فإذا كان الكبار والصغار في الماضي ينتظرون عيد رأس السنة، فانهم الان ينتظرون عيد الفطر السعيد وعيد الاضحى المبارك. نحن نحدثهم عن هذه الاعياد وعن اهم المباديء الاسلامية – الدعم والتضامن والتعاطف”، – تحدثنا الينا ديلاييفا، بينما نحن متوجهون الى البيت التالي.
نينا بيجاييفا احيلت إلى التقاعد، ولكنها ملزمة بإعالة ابنتها وحفيدتها التي تبلغ من العمر عاما ونصف العام – بعد أن اكتشف الاطباء عند فاطمة مرضا خطيرا، تركها زوجها وصغيرتها التي لا تزال تحملها على يدها.
فهي بحاجة مستمرة إلى عقاقير وعلاج غالي الثمن، ولكن دخل نينا بالكاد يكفي لتأمين الطعام. اما عن ترميم واصلاح شقتها الصغيرة، فهي لم تعد تحلم بذلك.
“شكرا جزيلا على المساعدة. جزاكم الله خير الجزاء على عطفكم”، – دعت نينا المولى شاكرة لنا.
“كم هذا لطيف عندما يستقبلونك بمثل هذه السعادة، يتحدثون بكل سرور وكثير منهم من يكون ممتن بصدق، في زمننا، اعتقد ان لهذا قيمة عظمى”، – تقول المتطوعة اليزا بيغيدوفا.
نحن على عجل، في فصل الخريف يحل الظلام بسرعة، وعلى متطوعي الصندوق “التضامن – سوليدارنوست” أن يسرعوا في زيارة العديد من البيوت، حيث ينتظروننا بفارغ الصبر.
الطعام جاهز!
“نحن نعرف أنكم ستأتون اليوم! كل عام وانتم بخير! – تصيح مهنئة بالعيد ليما كريفوفا، مطلة علينا من نافذة المنزل. – تفضلوا. نحن في انتظاركم!”
لدى ليما أربعة من الاطفال – ولدان وبنتان. يعيشون في شقة صغيرة، والتي لا تتسع لنا جميعا.
وتبدأ ليما بالحديث لنا فورا وعن كل شيء، عن كفاحها مع الرطوبة والعفن والرسوم المدرسية والإرهاق، فهي تمارس عملين. وبغض النظر عن الحياة الصعبة، الا ان هذه السيدة دائما نشيطة وحيوية، وكأن بها محرك صغير.
“وماذا اعمل، انظروا، أربعة اطفال يجب تربيتهم”، – قالت المرأة ضاحكة، بينما تؤدي عملها امرت الاطفال بان يصبوا الشاي لنا ويعرضوا علينا رسوماتهم – وحتى ابناء ليما الكبار، الابن والابنة يشاركان في مسابقات فنية.
“شكرا كثيرا، هذه دعم كبير لنا”، – تعبر ليما عن شكرها مستلمة اكياس من لحم الاضاحي.
رغم كل الجهود التي تبذلها ليما، الا ان مثل هذا “الشعور” نادرا ما يكون في البيت.
“انه لأمر جيد، أن تأتي الأعياد المقدسة، بفضل مثل هذه الحملات، إلى بيوت الفقراء أيضا، ولا يقضي المحتاجون هذه الاعياد في حاجة وعوز، – تقول اليزا. – بالنسية لهم كل الايام صعبة وبائسة، ولكن عندما نُظهر عنايتنا لهم، يصبح هؤلاء الناس ارق واطيب ونحن كذلك. ويعود الأمل، وكل شيء تمام إن شاء الله.
في المساء، أولئك الذين يمكنهم المجيء للحصول على نصيبهم من الأضاحي، يأتون إلى بيت منسقتنا ألينا، حيث أقمنا نقطة لتوزيع الطرود الغذائية.
“شكرا لكم جميعا، لكل من يساعد ابتغاء وجه الله، تقبل الله منكم اعمالكم الخيرة”، – هكذا شكرتنا الام والاطفال الصغار ايضا.
“شكرا لككِ وكل عام وانتم بخير!” اجاب المتطوعون السعداء.
لا شيء أفضل من ان تقضي العيد في مساعدة المحتاجين، تقولها بثقة متطوعة الصندوق باتيا.
ويستمر عمل الصندوق “التضامن – سوليدارنوست” في كاباردينو–بلكاريا. حيث توجه طاقمنا إلى المناطق الريفية في الجمهورية، وخصوصا المناطق التي تعاني من البطالة والفقر، حيث ينتظروننا بسعادة وامل.
يوليا احميدوفا