
رمضان : يُصنع الخير بنا الشيشان
حملة الصندوق “التضامن – سوليدارنوست” “رمضان – ولا يوم بدون خير!” وصلت إلى عشرات بيوت العائلات الفقيرة في الشيشان – الجمهورية التي عاشت الحروب. ولا يزال يذكرنا بهذه الحروب بعض البيوت المدمرة والكثير ممن دمرت حياتهم وحددت أقدارهم. خلال أيام شهر رمضان المبارك قمنا بتوزيع “طرد إفطار” مساعدات غذائية للمرضى والمساكين – الأيتام، ذوي الاحتياجات الخاصة، الأسر الكبيرة، لكي يستشعر الناس رعايتنا وتفاعلنا.
متطوعو الصندوق في الشيشان اعدوا موقعا ميدانيا لتوزيع المساعدات الغذائية بشكل مباشر في احد الصيدليات. الحزم الغذائية أعدت من قبل طاقم الصندوق “سوليدارنوست” للأسر الأكثر حاجة من الفقراء والمحتاجين.
“جاءوا إلينا بشكل أساسي الأمهات مع أطفالهن وكبار السن، ولكن الجزء الأكبر من طرود الإفطار قمنا بتوزيعها بأنفسنا على البيوت، الكثير من المرضى لم يكونوا في حالة تسمح لهم بالحضور، – تقول المتطوعة في صندوقنا “سوليدارنوست” في الشيشان ياسمينا مسليموفا. – لقد اخترنا الأسر الأكثر فقرا، والذين لا يكفيهم دخلهم حتى للغذاء. والبعض حتى لا يوجد عندهم ثلاجات، لأنه لا يوجد عندهم ما يحفظونه فيها، هل يمكنكم تصور ذلك؟
زوج ميلانا استاميروفا قتل على يد مجرمين، وتركها وحدها مع أطفالها الخمسة. استطاعت الأسرة العيش بصعوبة على المساعدات الاجتماعية التي كانوا يحصلون عليها، ولكن بعدها حلت بهم محنة جديدة، حرق بيت استاميروفا، وأصيب ثلاثة أطفال بحروق صعبة.
“الابن الأكبر لـ ميلانا حُرق 90% من جسده. خضع الطفل لـ 47 عملية زراعة جلد وحتى الآن يرقد في المستشفى…. والآن لا يوجد لديهم لا بيت ولا مال لعلاجه وإعادة تأهيله. وكذلك يجب معالجة الأطفال ودفع ثمن أجار الشقة التي يستأجرونها وإعالة الأسرة”، – تقول ياسمينا.
حصلت أسرة استاميروفا على هدية الصندوق “سوليدارنوست” لكي يستشعروا في شهر رمضان الكريم شعورنا بهم ودعمنا لهم.
عائشة شاريبوفا جاءت للقاء متطوعينا بصحبة ابنتها زارا. عائشة تربي طفلتها وحدها وتعتني بأمها المسنة. فهي لا تستطيع العمل بشكل دائم بسبب المرض، ولذلك تعمل بشكل متقطع حيث سنحت لها الفرصة، ولكن المال بالكاد يكفي لشراء الطعام.
“شكرا جزيلا! هذه مساعدة كبيرة لنا”، – أعربت عن شكرها عائشة.
“عندما سلمناهم طرد الإفطار، عائشة وزارا دهشتا جدا – كان الطرد كبيرا وثقيلا. ونحن طبعا، ساعدناهما في نقلة إلى السيارة”، تقول ياسمينا.
مثل هذا العمل في الشيشان قد لا يلاحظ عادة، ولكن بوفايسار – اب وحيد- بعد وفاة زوجته يقوم بإعالة وتربية أطفاله الثلاثة وحده.
بوفايسار نفسه مريض ويعاني من السل، ولذلك كلهم يعيشون على راتب تقاعدي صغير. يقول بوفايسار انه كان ليذهب للعمل وبكل سرور، بغض النظر عن المرض، ولكن نسبة البطالة في الجمهورية عالية جدا. وإعالة الأطفال في مثل هذا لوضع صعب جدا – وعلية مجبر دائما على الاستدانة.
“هذه مساعدة كبيرة لنا. شكرا جزيلا”، يقولها فرحا.
“اعتقد أننا عملنا بشكل جيد. حتى أن متطوعونا طلبوا إذنا بالغياب عن عملهم، ليلحقوا بالحملة – تقول ياسمينا. – أن تساعد – هذا شيء طيب، وخصوصا في رمضان. عندما ترى الكثير من المحتاجين، الذين لا يملكون شيئا لتناوله بعد كسر الصيام، لا يمكننا أن نبقى غير مبالين”.
“قمنا بتوزيع الطرود الغذائية على الأسر الفقيرة جدا، والأسر الكبيرة والأمهات الوحيدات (أرامل ومطلقات)، ذوي الاحتياجات الخاصة، الكبار في السن، الأيتام الذين تُركوا في رعاية الجد و الجدة”، يقول المتطوع ألشيشاني في صندوق “سوليدارنوست” أبو بكر.
“لقد أعجبتني الحملة كثيرا. ولكن أهم شيء – أنها لقيت إعجاب الناس، الذين قدمنا لهم المساعدة، لقد كانوا سعداء جدا بهذه الهدايا. وهذه سعادة – تعني الكثير. مساعدة الفقراء، بالطبع، مهمة جدا، وخصوصا في شهر رمضان المبارك، حيث يُضاعف الأجر عدة أضعاف. يجب علينا أن نتذكر أن الصحابة رضوان الله عليهم أعطوا كل شيء للفقراء والمحتاجين، ويجب علينا أن نقتدي بهم. بلا تعاون ورحمة – الإسلام يصبح ضعيفا”، – يقول أبو بكر واثقا.
حملة الصندوق “سوليدارنوست” مستمرة. الكثير من الفقراء والناس الوحيدين ينتظرون مساعدتنا ودعمنا في جميع أنحاء الدولة.
كونوا جزءا من حملتنا. انضموا إلينا في تتارستان وداغستان انغوشيا وكاباردينو – بلكاريا و وكاراتشاييفو-تشيركيسيا وفي بشكيريا.
متطوعو الصندوق في الشيشان أقاموا نقطة ميدانية لتوزيع المساعدات الغذائية في احد الصيدليات
حملة الصندوق “سوليدارنوست” مستمرة. الكثير من الأسر الفقيرة والوحدانيين ينتظرون مساعدتنا ودعمنا في جميع أنحاء الدولة.