
الرحمة في رمضان تصبح واجبا داغستان
الحملة الخيرية “رمضان – ولا يوم بدون خير!” أطلقت في داغستان. في شهر رمضان المبارك حل طاقمنا في بيوت الداغستانيين، لكي يدفيء قلوب الفقراء والمساكين. المواد الغذائية من المستلزمات الأساسية وُزعت ليس فقط لسكان العاصمة ولكن أيضا لأولئك الذين يعيشون في المناطق النائية.
“بدا العمل النشط من الصباح الباكر. نحن لم نتمكن بعد من تغلييف كل الطرود، حتى بدأ الناس بالقدوم إلينا بهدوء”، يقول مدير فرع الصنوق “سوليدارنوست” في داغستان ابراهيم مهديبيكوف. “عمل طاقمنا بشكل سلس: في حين ان جزء من المتطوعيين اهتموا باستقبال من جاء الينا لاستلام الطرود بانفسهم، قام الجزء الاخر منهم بزيارة اولائك الذين لم يستطيعوا الخروج من البيت. وبطبيعة الحال، كان هؤلاء من كبار السن والمرضى، وكذلك النساء الوحيدات، اللاتي لا يوجد عندهن من الأقارب من يأتمنَّهُ على أبنائهن”.
واحدة من هذه الأسر كانت أسرة زاغرة عبدولّينا. هذه المرأة تعيش منذ سنوات عديدة على دخل بسيط جدا وتعيل وحدها اثنين من الابناء. اسرة زاغرة تعيش في غرفة صغيرة مستأجرة. سرير واحد وطاولة – هذا كل ما يحتويه هذا “البيت”، حيث لا يكفي المكان لشخص واحد، فماذا يمكن القول عن اسرة بكاملها. “شكرا جزيلا لكم!” – هذه ما استطاع قوله الاطفال، عندما رأوا كيسا كبيرا مملوءا بالطعام، ولكن عيون الطفولة السعيدة كانت أكثر تعبيرا عن كل الكلمات.
غادجي محمد وزوجته كذلك انتظرا متطوعينا في البيت. “بارك الله فيكم وفي اولائك الذين يضحون من اجله. شكرا جزيلا لكم”، اعرب غادجي عن شكره من اعماق روحه.
عندما رأى متطوعونا عددا من المستفيدين من مشروعنا الذين يعيشون حياة فقيرة،كان متطوعونا على جاهزية لتسليم الاسر الفقيرة عددا من الطرود.
“الوضع الاجتماعي للاسر في داغستان صعب جدا، – يقاسمنا الشعور المتطوع في الصندوق “سوليدارنوست” محمد غادجي محميدوف. كل ما نعمل – نعمله من اجل الله تعالى. واذا لم نساعد هؤلاء الناس، فمن الذي سيساعدهم اذن؟”، – يقول غادجي.
في الوقت نفسه توالت اعداد اكثر من الناس الى مكتب صندوقنا. الكثير من النساء قدمن بصحبة اطفالهن. عائشة عثمانوفا حضرت بصحبة ابنها الوحيد علي، الابن المعاق، الذي تعيله وتربيه وحدها. “كم هذا كثيرا” عبرت عن دهشتها عائشة وتأرقت عيونها دمعا. هكذا قد تصبح قطرة واحدة من التعاطف لشخص ما بحر كامل من الرحمة.
“إن ما نفعله اليوم مهم جدا، – تقول متطوعة الصندوق مارينا توناييفا. نحن نتقاسم مع الناس ما نملك، – الطعام والوقت والرعاية. لو ان كل شخص سيقوم بنفس العمل، سيصبح الفقراء والمحرومون في العالم اقل بكثير.
“في يوم بدء الحملة كسرت يد فاطمة محميدوف التي تعيش في بلدة داغستانية صغيرة – كيزيليورت. نظم متطوعو الصندوق زيارة خاصة لفاطمة من اجل ايصالها الطرد الغذائي.
في الوقت ذاته محج قلعة (مَخَاتشكالا) و كيزيليورت – ليست الاماكن الوحيدة التي وصل اليها صندوق “التضامن”. نظم متطوعو الصندوق رحلة الى قرية الصيد سولاك، حيث تعيش الارامل والامهات الوحيدات مع اطفالهن. بقيت ملامح الحملات الاغاثية السابقة في ذاكرة المحليين والتي قام بها الصندوق “سوليدارنوست” في قرية سولاك، لذا الكثير من العائلات ترقبوا قدومنا مع فارغ الصبر وبفرحة لا تخفى.
“نحن لا ننوي الوقوف عند هذا الحد من النجاح. هناك الكثير من الناس في داغستان، الذين هم بحاجة إلى دعمنا. رغم أن رمضان يقترب من النهاية، إلا أننا نخطط للقيام بعدة حملات من هذا النوع”، – يحدثنا ابراهيم مهديبيكوف.
لن تتوفق لجنة صندوقنا على هذا المستوى. وانتم ايضا تستطيعون ان تلحقوا بالركب وتهدوا دفئكم الى من يحتاجة. مئات الاسر المحرومة في انغوشيا، وكاباردينو –بلكاريا وداغستان وكاراتشاييفو-تشيركيسيا وبشكيريا والشيشان ينتظرون رعايتنا ودعمنا. اسرعوا لمشاركتنا بدفئكم في شهر رمضان المبارك.
قام طاقمنا في شهر رمضان المبارك بزيارة الى بيوت الداغستانيين، لكي يمنح الدفء الى قلوب الاسر الفقيرة والمحتاجة.
ورغم ان رمضان يوشك على الانتهاء، الا انكم تستطيعون اهداء دفئكم الى اولائك الذين يحتاجونه….