الحكيم من افدى صحته بماله

ليس من الحكمة أن يضحي الإنسان بصحته من اجل المال. ولكن الحكمة أن يضحي بالمال من اجل صحتة……

اكتشف الأطباء عند الطفلة غولغينا غاراييفا – من قرية تتارية اسمها شالي – مرضا وراثيا وهي في سن التاسعة، والتي في ظله تضمر كل العضلات تدريجيا. اكتشفوا ذلك وقالوا – علاجه غير ممكن، وانها ستعيش – اقصى حد – الى سن الخامسة والعشرين (25 عاما). غولغينا قد عاشت هذا الحد الاقصى. ولكن حتى تعيش في المستقبل يلزمها عملية اضطرارية. يمكن ان تجرى العملية في فينلاند، ولكن من اجل ذلك فهي بحاجة الى 1430000 روبل. وحتى يستطيعوا فعل ذلك، بحاجة الى مساعدتنا.

قبل سن السابعة كانت غولغينا كبقية الاطفال، دخلت الصف  الاول، ودرست بشكل  جيد، ولكن بعدها وفجأة بدأت تعاني من مشاكل،  كانت تتعب بسرعة، وعادة ما تسقط على الارض.

توجه الوالدان إلى الأطباء، ولكن لم يستطيعوا تشخيص حالتها وما يحدث معها في تلك المستشفى الصغيرة المحلية، قالوا : هذا تعب.

التشخيص الطبي أوضح فقط بعد سنتين انه: ضمور عضلي شوكي ويردنج هوفمان (Werdnig-Hoffman disease). وهذا مرض وراثي لخلايا النخاع الشوكي، والذي يعمل على ضمور تدريجي للعضلات. وهو لا يزال غامضا ولم يحلله العلم. وكيف يتم علاجه، أيضا غير مفهوم.

ولكن والدا غولغيينا اجتهدا ونقلاها من قريتها إلى المدينة على بعد مئات الكيلومترات، وامَّنَا لها الدواء وأخذاها يوميا إلى دورة تدليك علاجية (مساج).

وبعد عدة سنوات كانت تنتظر والديها ضربة أخرى، حيث اكتشفوا  أن لدى أختها جولناز نفس التشخيص ونفس المرض….. . ولكنهم لم يستسلموا عند هذا الحد وقاموا بعلاج البنتين قدر ما استطاعوا.

ولكن المرض تطور كما تنبأ الاطباء من قبل. منذ سن 15 عام غولغيينا لم تعد تستطيع المشي.

مرض خبيث كالقنبلة الموقوتة بطيء التأثير يدمرها من الداخل. العضلات تضعف بشكل اكبر ولم تعد تشد العمود الفقري. المرض عند غولغيينا يتطور ويزيد سوءا بشكل متزايد عنه عند أختها، وأصبحت الفتاة تجلس بصعوبة. ازداد عندها اعوجاج العمود الفقري والذي تعاني بسببه كل الاعضاء الداخلية: الرئتان، القلب والكلى تعمل بشكل متقطع وغير منتظم.

“وحتى أحيانا لا أستطيع رفع يداي للتكبير في وقت الصلاة، – تقول غولغيينا. – ولكني اعرف ان مرضي هو امتحان من الله تعالى. فهذا يهون علي مصابي ولذلك أتحمله”.

تقول غولغيينا أنها لن تستسلم وكلها امل في عون الله سبحانه وتعالى. فمنذ وقت قصير عرف أهلها انه في فينلاند يوجد مستشفى أورتون (ORTON) الذي يقوم بمثل هذه العمليات والتي تساعد المرضى المصابين بهذا المرض على العيش.

يستطيع الأطباء هناك “زراعة” هيكل عظمي معدني والذي يعمل على تقويم العمود الفقري وبذلك يمكن للأعضاء الداخلية العمل بشكل اعتيادي.

اقترض الوالدان المال من كل الاقارب والاصدقاء ونقلوا ابنتيهما الى هلسينكي لاجراء الفحوصات لهما.

الأطباء الفينلانديون قالوا: انه يجب اجراء عملية فورية لغولغيينا، لان عملية تشويه العمود الفقري وإضعاف الرئتين تسير بشكل سريع.  وحتى لا يحدث ذلك، ولكي تعيش غولغيينا، من الضروري جدا وفي اسرع وقت توفير المال اللازم لإجراء العملية – 1430000 روبل، اي ما قيمته (46428$).

بالنسبة لعائلة غارييفا هذا مبلغ خيالي. ولكن غولغيينا لم تستسلم وتأمل في عون الله سبحانه وتعالى، ومساعدة الناس لها، نحن وانتم. اما نحن فِعلينا أن نحقق أملها.