بنتان، المان. وخطوة واحدة
حتمل. هذا امتحان عظيم، والذي لا يستطيع تحمله كل انسان. ولكن ولدت طفلتان مريضتان للسيدة إسيت نالغييفا من مدينة انغوشيا….
حتمل. هذا امتحان عظيم، والذي لا يستطيع تحمله كل انسان. ولكن ولدت طفلتان مريضتان للسيدة إسيت نالغييفا من مدينة انغوشيا. حيث أن الطفلة رايانا – ذات الخمس سنوات، وياسمينا – ذات الاربع سنوات، تعانيان من اصعب انواع الشلل الدماغي لدى الاطفال. وبفضل رعاية الام، تستطيع الطفلتان الوقوف على قدميهما الشيء اليسير جدا. في الوقت نفسه، وحتى الشفاء الكامل فالطريق طويل، ويحاجة الى رجولة وصبر وسيولة…. . ولكن لدى إسيت غير رايانا وياسمينا يوجد طفلان آخران…..
كان الحمل الأول دون مضاعفات، لان تشخيص الاطباء «المخيف» كان وقع صداه كصوت الرعد في كبد السماء الصافية. حيث اتضح أن المولودة رايانا مريضة بشلل الدماغي للاطفال.
وبعد عام ولدت الطفلة الثانية – ياسمينا. وبنفس ذلك التشخيص! كانت الولادة صعبة، والطفلة ولدت بتشابك ثلاثي لأحبال العنق، وبعد ذلك شخص الاطباء حالة نقص الأكسجين (فضلا عن الشلل الدماغي)، وأكدوا انه يمكن علاجه.
ولكن بعد مرور عامين، بعد أن قدمت أسيت إلى موسكو من اجل عمل الفحوصات اللازمة، علمت إسيت عن خطأ الاطباء الفادح – حيث اتضح ان طفلتاها تعانيات من «شلل الاجزاء السفلية، اعتلال الاعصاب الحسية الحركية» (وهذا يعني حالة ضعف العضلات، والمتعلقة بفصلها عن الجهاز العصبي). للاسف، ان لوقت الثمين للعلاج كان قد اهدر – فهذه الحالة حسب علم الأمراض، وفقا لتقدم السن تميل إلى التعسر.
وبسبب ذلك، ياسمينا لم تستطع المشي منذ اربع سنوات. في هذه الفترة حضعت لثلاث عمليات صعبة ومؤلمة. ولكن، للاسف الشديد، فهي فقط المرحلة الاولى من العلاج. فالجراحون ينتظرهم الكثير الكثير من العمل. والأطباء ينفضون أيديهم بلا حول ولا قوة: لا يمكن الحديث عن المرحلة القادمة من العلاج من دون تحليلات غالية الثمن. والسؤال، من اين لهذه الام — التي تربي اربعة من الابناء – ان تحصل على هذه الاموال؟
فهي لوحدها تناضل من اجل حياة أبنائها، وتؤمن حقا، ان بناتها في يوم من الايام » ستصبحان صحيحتان كما الاخرين». لا تحلم بشيء آخر: فقط ان يكون ابنائها اصحاء.
في الوقت الحاضر، رايانا وياسمينا تعيشان في بيتهما، في مدينة انغوشيا. يخضعان لدورة علاج تأهيلية مكلفة – علاج يومي، مساج (تدليك)، رياضة علاجية، ودواء. فعلاج المصابين بشلل الاطفال الدماغي يجب ان يتم منذ اليوم الاول. وبشكل مستمر. وفي الوقت نفسه، تعاني أسيت من وضع مالي صعب للغاية…… ولكن الحب والصبر لديها كانا عظيمان جدا.
بدأت الأختان الحديث ، واللعب مع بعضهما البعض تدريجيا، تلعبان «مع الملعقة». والان حلمهما – ان يقومان باول «خطوة» بشكل مستقل في حياتهما. «كلاهما ذكية، ورأساهما أشقران وعقلاهما مشرقان، المحنة في قدميهما – لا تستطيعا المشي. ولا حتى الوقوف»، — تتنهد إسيت بألم.
نصح الأخصائيون في موسكو أسيت بان تشتري معدات رياضية خاصة لعلاج وتنمية الاطراف السفلى – دراجة هوائية ثلاثية العجلات «ريفتون»، فهي تمكن الأطفال المصابين بالشلل الدماغي أن ينموا ويترعرعوا بشكل مستقل وحفظ التوازن وتنسيق الحركة، وتدريب العضلات. وجهاز للمشي لمنع ضمور العضلات وامكانية تطوير مهارات المشي في المستقبل.
كل ذلك يحتاج إلى تكلفة – 231800 روبل. المبلغ ليس بسيطا، وفي ذات الوقت، من غيره لن تحظيا الأختان أبدا بفرصتهما – «ان يصبحا كما الاخرين». وأسيت تؤمن وتعلق أملها على هذا الخيار والفرصة الوحيدة.