الميلاد بين الحربين الاولى والثانية

جرايدات إديلسولطانوفا. تبلغ من العمر 13 عاما. تعاني من تشوهات خلقية منذ الولادة، تعاني من النخاع ألشوكي،  وبلغة ابسط ، يعني أنها ولدت دون اكتمال نمو النخاع الشوكي. خضعت الطفلة لعمليتين جراحيتين، ولكن الآن  بحاجة الى عملية ثالثة، وهي الاهم.

الأطباء في معهد  بوردينكو على جاهزية  لتنفيذ العملية حتى لو كان غدا. بقي أن نوفر المال لتأمين تكاليف العملية والتي تبلغ 118000 روبل أي قرابة 4000$ دولار أمريكي.

جرايدات ولدت بين الحربين الشيشانيتين. ولكن الحرب نالت منها – حيث وقعت الام الحامل بالطفلة تحت القصف واصيبت بجروح صعبة. نجت بأعجوبة، وبأعجوبة أيضا استطاعت الاحتفاظ بطفلتها، فكان جسد الأم الدرع الواقي لجرايدات.

ولكن بسبب الإصابة، ولدت الفتاة في مرحلة مبكرة مصابة بمرض مزمن – فتق خلقي في النخاع ألشوكي. وحياتها بدأت من غرفة الانعاش.

حتى تبقى على قيد الحياة بحاجة الى معجزة اخرى بمشيئة الله. اذا لم يتم معالجة الأطفال (المواليد) الذين يعانون من مثل هذه الحالة فورا، فان الجزء الأسفل من الجسم سيضمر (يصاب بالشلل) . ويبقى فقط نصف إنسان…

ولكن حدثت المعجزة مرة اخرى، حيث عثر في غروزني – المدمرة حتى الفتات – على طبيب وغرفة عمليات وادوية.

ولكن سرعان ما بدأت الحرب الثانية. وهنا أنقذت الفتاة رجولة أمها وأبيها، اللذان حصلا على الادوية والفيتامينات ونقلا الطفلة للعلاج طوال فترة الحرب.

ولكن اتضح أن للمرض تتبعيات سلبية – بسبب أن الطفلة جرايدات مكثت تقريبا طيلة السنوات الأولى من الحياة تحت تأثير المخدر، وألان عليها أن تتناول الهرمونات طيلة حياتها (اللهم امنحها الصحة والعافية).

ولكن المعجزات والمساعي قامت بواجبها تجاه الطفلة، حيث أن الطفلة أخذت تنمو جسديا تقريبا على قدم وساق مع اقرانها. بعد فترة بسيطة عما هو مقرر استطاعت  الزحف (السباحة) على الأرض، وفي سن الثالثة بدأت تمشي، وفي السابعة دخلت احدى  المدارس العادية. ولكن عندما بلغت جرايدات سن الثمانية – عادت الحرب مرة أخرى إلى حياتها.

نُقلت الطفلة للتشخيص العلاجي في موسكو، وهنا كشف التشخيص أعراض “محددة” لإصابة النخاع ألشوكي. واوضح الاطباء انها بحاجة الى عملية جديدة – وليست الأخيرة. بعد تلك العملية ولمدة عام لم تستطتع الطفلة النهوض من الفراش. كان على الطفلة أن تنفق المال طيلة العام من اجل ان تستطيع المشي على قدميها مجددا.

والآن جرايدات تحتاج إلى عملية اخرى. وهي خائفة من أن تمكث هذه المرة أيضا وقتا طويلا في المستشفى، ولكنها قررت ان تخضع للعملية حتى في هذه الحالة. جرايدات تريد أن تتعلم اللغة الانجليزية لتجول العالم, ولكن ليس فقط من اجل السفر، وانما السفر الى  مناطق الصراع “النقاط الساخنة” وإنقاذ حياة الأطفال كما أنقذوا حياتها يوما ما.

“فهي قررت بشكل نهائي ان تصبح طبيبا عسكريا وأنها ستعالج الأطفال” تقول الأم عزة. ولكنها بحاجة إلى أن تعالج جرايدات أولا.

لم تحصل على إحالة طبية لعلاجها. وعلية على الوالدين ان يدفعوا تكلفة إجراء العملية الجراحية في معهد بوردينكو الطبي من حسابهم الخاص. وهذا يعني 118000 روبل. وتعيش أسرة جرايدات على فتات معاش التقاعد للطفلة ووالدها المعاق. والجزء الأكبر من هذا الدخل يصرف لشراء الدواء.

ليس لدى الأسرة أية مدخرات، كل ما لديها انفقته على المعجزات السابقة. لا يوجد اقارب اغنياء ولا امكانية للاقتراض. والاهم من ذلك، انه لا يوجد متسع من الوقت للانتظار. يوجد فقط جرايدات التي ولدت بين الحربين، ونحن من يستطيع مساعدتها.